إعلام جبان وساسة أجبن

الصفحة الرئيسية > أفكار > إعلام جبان وساسة أجبن

إعلام جبان وساسة أجبن

 

وائق الجابري

ثمة جدلية عميقة بين الإعلام والسياسة، ومسألة إفتراق وإلتقاء بين خطاب رجل الإعلام والسياسي، وثمة إشكالية بسكونية العلاقة سلبية أو إيجابية؛ سرعان ما تنفجر الى أزمات؛ تتعلق بدورها وطبيعة تعاطيها مع القضايا التي تحطيها، وكيفية التعامل معها لخدمة المجتمع.

رُصدت علاقة متصارعة بين فريقين؛ يسودها هدوء لولادة أزمات متفاقمة وفقأ دمامل، وبعضها يدفع الآخر الى صراع أفكار يؤدي الى إنحراف عن مساراتهما.جدلية شاقة الفهم لا تؤتي أُوكلها في مجتمعات إنتقالية؛ خدِّيجة ما تزال تشعر بالجنينية، وديموقراطية مشوهة بتأثير قراءة من نهاية السطور ونظرات تتركز على القشور، وكأنها دكتاتورية تلبس ثياب الديموقراطية، ونفسها مادحة لنفسها؛ للمحافظة على كينونة صنعها صدى إعادة صوتها من جُدر صماء أحاطتها، ومرة يحاول الإعلام صناعة السياسي وآخرى يصنع السياسي إعلام له، وبكلتا الحالتين يغيب دور مناط بهما.

يُعتبر الإعلام أحد السلطات أن لم يكن أكثرهما تأثير على الرأي العام، وسلطة رادعة لما يخالف توجهات الشعوب؛ لا تابعة لما توجهه القوى السياسية، وبطبيعة الحال يبحث السياسي أن يكون في أحد السلطات؛ لإعتبارها أفضل وسيلة للدعوة لأفكاره، وفسحة واسعة لتطبيق برامج تتعلق بهموم جماهيره.

إنقسم الإعلام الى فُرق وأن كان بطبيعته لا يخلو من الآيدلوجيات؛ إلاّ أن الطبيعة لا تنفي أن الإختلاف يقف عند حدود الهوية الوطنية، التي تتحدى الخوف الناجم عن طبيعة الظروف التي يعيشها العراق، وتقييد الحريات التي وصلت الى تكفير المخالف، ومثالاً في المناطق الساخنة كان بعض الإعلام يُجامل أو ينحرف عن الوطنية، وبذات الصيغة ساسة في مناطق يوجد فيها الإرهاب، وخوف الطرفين على علائق إجتماعية أو قناعة طائفية أو إنتقامات شخصية، ولا يختلف عن طبيعة بعض خطابات الساحة الآمنة لكسب الجماهير وتسخيرهم إنتخابياً؛ لإعلام وساسة إحتلوا وسائل الإعلام كما إنتحلوا الصفة الوطنية.

إن الجبن الإعلامي ناجم من عوامل التهديد المباشر بالتصفية، ووسائل الإبتزاز وإنجرار بعض الإعلاميين خلف سيول الدولارات، وإقفال الآيدلوجيات على عين إحادية، وأما جبن بعض الساسة فناجم عن خوف على مكسب أو فساد شخصي وحزبي، أو سكوت لضمان القبول الطائفي، أو متاجرة بالجماهير لكسب الصوت الإنتخابي.

إستغل الساسة وسائل الإعلام مثلما هيمنوا على ساحة الخطابات الشعاراتية، وإنساق خلفهم إعلام خائف على حياته وقوت عائلته.لم يختلف الإعلام في الساحة السنية عنه في الشعية والكوردية، ووسائل التهديد متوافرة بأساليب مختلفة قمعية؛ لذا من الصعوبة إيجاد شجاعة اعلام وسياسة؛ في نخبة من واجبها التمسك بالقضايا الكبرى وترك المصالح الصغرى، وعليها البحث عن وسائل تنوير تطلقها بشجاعة؛ وإلاّ ستكون أداة في جر المجتمع بشكل متسارع للأسوء، وهي مصدر بلاء أن كان الإعلام جبان ويسعى خلف ملذاته، وساسة يتلذذون بعناء جماهيرهم، ليظهروا بلاطفة تقنع جماهيرهم وتخالف ما مطلوب منهم، وبذا إذا كان الإعلام جبان فهنا السياسي أجبن؛ كونه يُقدم نفسه على وطنه، وجر خلف إعلام لاهث لمصلحته أو خوفاً من تصفيته.

نقلا عن موقع كتابات

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

  • منظمة تمكين النساء في الاعلام

    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات

    كشفت نتائج استبيان أجرته منظمة تمكين النساء في الاعلام ان 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات مما يعرقل عملهن ويشكل تحديا كبيرا للمهنة.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية