احمد عبود: مقدمو البرامج منقادون لمزاج الشارع

الصفحة الرئيسية > تجربة > احمد عبود: مقدمو البرامج منقادون...

احمد عبود: مقدمو البرامج منقادون لمزاج الشارع

 

بغداد - منتظر القيسي

احمد عبود معد ومقدم برامج عراقي منذ عقد من الزمن، في رصيده نحو ألف ساعة تلفزيونية ومثلها على صعيد الإذاعة. عمل في أكثر من محطة تلفزيونية منها المسار وبلادي والاتجاه وأخيرا السومرية.

حصل في خلال مسيرته على جوائز عديدة منها أفضل برنامج حواري في مهرجان طهران عام ٢٠١٠، وافضل برنامج في مهرجان الغدير عام 2011 وأفضل تعليق صوتي لمهرجان شبكة الإعلام العراقي للأفلام الوثائقية.

عن دوره كمقدم برنامج حواري كان لـ"بيت الإعلام العراقي" هذا الحوار:

 

*تقدم برنامج بعنوان "خفايا معلنة" ما كانت الفكرة من اختيار هذه العبارة المتناقضة؟

-حياتنا المعاصرة قائمة في الأصل على التناقضات خصوصا في المجال السياسي لذلك اخترت هذا العنوان كرسالة موجهة إلى من ألتقي بهم بأن عليهم مسؤولية الحديث عن الحقائق لأن الناس أصبحت تتلقى المعلومة من مواقع شتى ما يعني أن الخفايا التي يعتقدون أنها حبيسة صدورهم هي حتما تدور بين الباحثين عن الأسرار بأكثر من رواية فعليهم في خفايا معلنه أن يستغلوا الفرصة ليطلعوا الجمهور مباشرة على الحقيقة، أي أنني في النهاية أدفعهم دفعا إلى الإيمان بأن كل ما يرونه ويعتقدونه خفايا إنما هو واقع في دائرة العلن.

 

*لكن ألا ترى أن هذه المفارقة جردتك كإعلامي من أهم وظائفك، تزويد الجمهور بالمعلومات وحولت برنامجك إلى حلبة مساجلة سياسية؟

-لا أخفيك هناك مشكلة عميقة باتت تهيمن في تأثيراتها على الإعلام العراقي، نحن نعلم جميعا أن واحدة من أهم وظائف الإعلام هو صناعة وتوجيه الرأي العام بما لا يخل بالمعايير المتفق عليها عالميا، ما يحصل في العراق الآن هو العكس تماما إذ بتنا نرى العديد من مقدمي البرامج أصبحوا منقادين لمزاج الشارع ويحاورون وفقا لأهواء ورغبات الفرد البسيط فتحولت لغة البرامج إلى سجال يشبه كثيرا تلك التي تحصل في منازلنا وشوارعنا وصار من يتحكم بنجاح هذا الإعلامي أو ذاك ليس مدى التصاقه وقدرته على الإمساك بثوابت المهنة وإنما مقدار ما يدغدغ مشاعر البسطاء أو يغازل انتمائهم الطائفي، وما ساعد على ذلك أيضا انكفاء المتخصصين وعدم جديتهم في التقييم ومجاملتهم أحيانا لأسماء ومؤسسات ما فتح الباب لأطراف مجهولة أو غير مهنية في الأصل برسم معالم معينة للنجاح تماشيا مع وعيها المحدود، كل هذا كان حتما سيدفع إلى إنهيار الثوابت وفقدان برامج رصينة تقدم الحوار والمعلومة النافعة. 

 

*برأيك كيف يمكن لمقدم برنامج حواري مقاومة المزاج الشعوبوي وأولويات رواد مواقع التواصل الاجتماعي؟ وكيف تقيم تعامل كل قناة عملت فيها تجاه هذا الإغراء؟

 

-سأجيب عن هذا السؤال بإطار شخصي، لست مستعدا للتضحية بمعايير المهنة من أجل إرضاء فئة محدودة ولست ممن يؤمنون بأن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هم من يصنعون لك النجاح لأنهم في النهاية يخضعون لعاطفتهم وطبيعة أفكارهم الخاصة دون أن يعني ذلك أنني أتعالى أو أسقط هذا الجانب من حساباتي.

حدث مرة معي أن وجدت تعليقا لأحد الناشطين وقتها على مواقع التواصل بعد لقائي مع احد الشخصيات المثيرة للجدل الطائفي فكتب عني بالنص (حرامات المقدم احمد مو حشاش) كتبت له وقتها وهل يشترط بمقدم البرامج السياسية أن يكون حشاشا، طبعا بعد سجال قصير آمن الرجل بفكرتي واعتذر، فيما بعد أصبح هو نفسه معدا للبرامج السياسية في قناة مهمة ولا أدري هل سيمارس التحشيش أم لا؟

أما بخصوص القنوات التي عملت فيها ففي احدها طلب مني بقوة أن أتحدث باللهجة العامية المباشرة في برامجي وأصررت على الرفض ما دفع مدير التلفزيون على وضعي أمام تحدي النجاح، وبعد أول حلقة وجدته يقف على باب الأستوديو معانقا ومهنئا في تصرف مهني رائع.

في النهاية علينا أن نقاوم كي لا تنهار سفينة الإعلام الرصين والموضوعي هذا قدرنا الذي يجب أن نؤمن به ونحافظ عليه.

 

*البعض يحمل البرامج الحوارية مسؤولية تعزيز حضور الشخصيات المثيرة للجدل وذات الصوت والنبرة المستفزة التي غالبا ما يفقد المقدم السيطرة عليها، فهل ترى من وجاهة في هذا الاتهام؟

-نعم إلى حد كبير، لكن قبل ذلك علينا أن نعترف أيضا أن الشخصيات المثيرة للجدل تبقى مادة مطلوبة من قبل الجمهور وتبقى وظيفة المحاور هنا في كيفية استغلال الإثارة لاستخراج المعلومة عبر حوار ساخن أو مثير بما لا يجعل منه فاقدا للسيطرة على أصول الحوار وثوابته، واعترف لك كلنا كمقدمين وقعنا في هذا الفخ الذي نصبه لنا مزاج الجمهور ورواد مواقع التواصل الاجتماعي كما أسميتهم ولكن بدرجات متفاوتة حتما. 

 

*فضلاً عن ضغط العمل على الهواء، هل تخوفت من مقارنتك بالدكتور نبيل جاسم الذي سبقك في قناة السومرية؟ 

-لكل منا أنا والزميل الرائع نبيل جاسم أسلوبه وطريقته التي تميزه في التقديم وكنت سعيدا جدا بدعوتي للعمل في السومرية لأَنِّي كنت اعلم أن فيها مقدما بارعا ومحاورا ذكيا كالدكتور نبيل، ما يخلق جوا من المنافسة الشريفة التي تدفع بِنَا للأفضل.

خروجه آلمني كثيرا لأنه كما أسلفت قامة عراقية كبيرة في عالم التقديم التلفزيوني، لكني لم أتعود الخشية من المقارنة أبدا والحمد لله تجربتي في السومرية أثبتت نجاحها أيضاً.

أؤكد ثانية لا أخشى المقارنة لكني من أشد المعجبين بنبيل جاسم وأتشرف لو جمعنا القدر سوية في شاشة واحدة. ولا ننسى انه خرج من السومرية ليخوض غمار تجربة مهمة نجح فيها بتفوق اقصد بذلك إدارته لمحطة دجلة. 

 

*برأيك ما مستقبل الإعلام العراقي في ظل الأزمة المالية؟ هل تشعر بأننا كما بقية القطاعات ضيعنا فترة الرخاء دون أن نؤسس لإعلام رصين؟

-بمنتهى الأسف، أضعنا فرصة ذهبية لتأسيس تجربة عراقية تشكل معينا مهما لأجيالنا اللاحقة، واشعر أن قواعد المهنية تواجه تحدي وجود حقيقي أمام اللاهثين وراء أوهام النجومية والراقصين على مشاعر الناس، إننا جميعا نستحق المحاسبة والتعنيف لأننا بالغنا في الاهتمام بالأنا القاصرة وتملكنا الغرور وفقدنا روح التواصل مع مشاكل الناس وبتنا نلهث وراء أي تصريح مثير ولو لسياسي من الصف الثاني فقط لخلق الإثارة، وكل ذلك على حساب آلام وجروح الناس الحقيقية، جميعنا أخطأنا ولم نستغل فترة الرخاء المالي لصنع برامج وحوارات هادفة واكتفينا بنقل أسوأ ما في تجربة التوك شو المصرية، إلا إنني متفاؤل جدا في أن المرحلة القادمة ستشهد انحسار هذا النوع من الإعلام لان البقاء في النهاية هو للأصلح والأصلح فقط. 

 

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

  • منظمة تمكين النساء في الاعلام

    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات

    كشفت نتائج استبيان أجرته منظمة تمكين النساء في الاعلام ان 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات مما يعرقل عملهن ويشكل تحديا كبيرا للمهنة.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية