الصحافة البيئية.. منقرضة بلا خبرة ورغبة لممارستها

الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > الصحافة البيئية.. منقرضة بلا خبرة...

الصحافة البيئية.. منقرضة بلا خبرة ورغبة لممارستها

 

حسين علي داود

اذا كانت الصحافة المتخصصة في العراق تعاني قصوراً فنياً وتحريرياً كالقضايا الاقتصادية والرياضية والفنية، فان الصحافة البيئية تكاد تكون منقرضة، وغالبا ما تستمد وسائل الاعلام المحلية تلك المواضيع المتعلقة بالبيئة من الوكالات الاجنبية والعربية.

يمكن تعريف الصحافة البيئية بانها تلك التغطية الاعلامية التي تتناول الاحداث والمشكلات والاتجاهات الغير مقترنة بالانسان بل ترتبط بما يحيط به من الارض والانهار والنباتات والحيوانات والظواهر الطبيعية، اضافة الى ما ينتجه البشر من اختراعات علمية وتاثيرها البيئي على الانسان.

وبالتالي فان هذا النوع الصحافي الغائب تماما عن صحافتنا ليس بالامر السهل كما يتصور اصحاب المهنة، بل يحتاج الى مؤهلات كثيرة قد تتجاوز ما يتطلبه الصحافي في المجال السياسي والامني، اذ إن تغطية الظواهر الطبيعية تحتاج في كثير من الاحيان الى معرفة اكاديمية وخبرات تحريرية خاصة.

ويقول الصحافي الخبير في شؤون البيئة رئيس تحرير وكالة انباء بغداد الدولية عادل فاخر إن "الصحافة البيئية تحتاج الى التخصص والمثابرة لانه غالبا ما يتم تناول هذا النوع من الصحافة بطريقة الاستقصاء بعيدا عن الصحافة التقليدية والاعتماد على البيانات الحكومية".

وفيما تحصل الصحافة البيئية على اهتمام واسع في جميع انحاء العالم لكنها منحسرة في العراق، كما يقول فاخر بسبب المشهد السياسي والامني الطاغي على جميع الاحداث والاهتمامات، وهو انعكاس لضعف تخصيصات الدولة المالية للبحث العملي والصحة والبيئة حيث لم تتجاوز النسبة اكثر من 2% من معدل موازنات السنوات الماضية، بينما بلغت تخصيصات الامن والدفاع 35%.

ويقول فاخر ايضا انه "اذا كانت السيارات المفخخة وعمليات القتل تحصد الاف من المواطنين فان هناك مشاكل بيئية في البلاد تقتل بنفس هذه الاعداد لاسباب متعلقة بالبيئة والصحة والرياضة والاغذية، اذ إن امراض جديدة بدأت تنتشر بين العراقيين من دون اكتراث حكومي او اهتمام اعلامي".

وبسبب غياب الصحافة البيئية في العراق وعدم تقديرها في الوسط الاعلامي، فان فاخر يضطر الى نشر التحقيقات المتعلقة بالبيئة في صحف ومواقع عربية واجنبية لضمان نشرها والاهتمام بها، وغالبا ما يتلقى اشادة دولية لكونه من القلة التي تحترف هذا النوع الصحافي في العراق.

ولاحظ "بيت الاعلام العراقي" من خلال رصد عينة من وسائل الاعلام على انواعها من المطبوع والمقروء والمسموع فان غالبية المواضيع المتصلة بالبيئة التي تنشرها وسائل الاعلام المحلية تكون مصادرها وسائل اعلام عربية واجنبية، واذا ما وجدت مواضيع مكتوبة من صحافيين محليين فانها في الغالب تكون طريقة تحريرها مقاربة لتحرير الاخبار السياسية والامنية، فالصحافة البيئية لها اسلوبها الخاص.

وتتناول الصحافة البيئية محاور عديدة ابرزها الكتابة المتعلقة بالطبيعة والكتابة العلمية والتفسير البيئي والدفاع عن البيئة، اما مواضيعها الفرعية فهي كثيرة ومتشعبة بينها التغير المناخي وتلوث الهواء وإدارة مخلفات الحيوانات والتنوع الحيوي والامراض والصحة والزراعة والاشعاعات النووية والتلوث والمياه والطاقة المتجددة والكوارث الطبيعية والعلمية ومشكلة طبقة الاوزون والسكان والحياة البرية وغيرها الكثير.

ويلاحظ من عناوين هذه المواضيع انها تحتاج الى خبرات اكاديمية علمية، ومن الصعوبة على صحافي إن يقوم بعمل تقرير على التغير المناخي من دون إن يكون له معرفة اكاديمية بالظواهر المناخية وتغيراتها، كما إن طريقة تحرير كتابة المواضيع تحتاج الى خبرات خاصة.

ويؤكد الصحافي منتصر الطائي إن "ضعف الصحافة البيئية المتخصصة في البلاد تساهم بشكل غير مباشر على تزايد المخاطر البيئية"، مضيفا إنه "على الرغم من عشرات الظواهر البيئية والنفسية والطبيعية التي تجتاح البلاد لم نجد اعلام حيوي قادر على تغطيتها وايصالها الى المتلقي بطريقة مبسطة تحضه على معركة المخاطر الناجمة عنها".

ويضيف الطائي إن "الصحافي العراقي يشعر بان التغطية الصحافية غير الامنية والسياسية معيبة، ويرى بان التخصص في السياسية والامن هي من تجلب له الشهرة الواسعة، وهذه مشكلة كبيرة مرتبطة بضعف الصحافة المتخصصة في بلادنا بشكل عام، وغالبا ما تهتم الصحف بالاحداث السياسية والامنية وتكرس لها المراسلون والمحررون بينما يتم اللجوء الى الانتريت لمئ باقي الصفحات المتخصصة الداخلية".

وتحاول بعض المؤسسات الحكومية المحلية والدولية لفت انتباه الصحافي المحلي الى الاهتمام بالصحافة البيئية، وسبق إن اقامت وزارة البيئة وامانة بغداد ورش تدريبية عدة للصحافيين الشباب العاملين في المؤسسات الاعلامية بشان الصحافة البيئية المتخصصة عبر مدرين دوليين ونفس الشئ نفذته منظمة "اليونسيف"، ولكن هذه الورش تبقى محدودة ودون مستوى التاثير.

ومن الجدير بالذكر فانه لا توجد صحيفة او مجلة متخصصة بالبيئه من بين (59) صحيفة و(18) مجلة صادرة  في البلاد وفقا لرصد "بيت الاعلام العراقي" الخاص بالمطبوعات، باستثناء مجلة واحد تابعة لوزارة البيئة وهي "البيئة والحياة"، ولا تلقى توزيعا واهتمام من قبل وسائل الاعلام على الرغم من اهمية المواضيع المنشورة فيها اضافة الى موقع الوزارة الذي يتضمن بحوث ودراسات بيئية متخصصة بالعراق.

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

  • منظمة تمكين النساء في الاعلام

    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات

    كشفت نتائج استبيان أجرته منظمة تمكين النساء في الاعلام ان 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات مما يعرقل عملهن ويشكل تحديا كبيرا للمهنة.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية