القصص الإنسانية تغيّر شكل التغطية الإخبارية في العالم

الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > القصص الإنسانية تغيّر شكل التغطية...

القصص الإنسانية تغيّر شكل التغطية الإخبارية في العالم

 

هالة السلام

تتحدد أهمية القصص الاخبارية، من ضمنها الانسانية، على وفق قيم أو معايير تطبقها الوسيلة الإعلامية نظراً لطبيعة الحدث، ومدى التفات الجمهور إليه.

وتمتلك الصحافة الإخبارية مجموعة من المعايير المتفق عليها، لكنها ليست ثابتة ومطلقة، بسبب تنوع الثقافات العالمية، ومتطلبات الجمهور المختلفة.

في الصحافة الغربية، يتباين أداء المؤسسات الإعلامية حسب المعايير الإخبارية المتبعة من قبل المؤسسة ذاتها، وعلى رغم أن فريقاً من الباحثين يؤكد وجود قواعد ثابتة يتم تطبيقها باستمرار عبر مجموعة كبيرة من وكالات الأنباء التي تم رصدها في دراساتهم، إلا إن معظم المراسلين والمحررين أفادوا من خلال حوارات عديدة بأن تحديد أهمية وأولوية الأخبار مبنيٌ على أساس الخبرة والحدس.

وتبين شارلوت رايان، وهي صحفية أميركية، في بحثها “ستراتيجيات وسائل الإعلام لتنظيم القاعدة الشعبية” انه “ليس هناك نهاية لقوائم المعايير الإخبارية”.

في حين، وضع باحثون آخرون متخصصون في مجال الاخبار قوائم تحدد القيم الإخبارية، فقد طرح جولتنج وروج في دراستهما حول هيكلية الأخبار العالمية، التي ركزت في رصدها على الصحف والأخبار الإذاعية، نظامًا يتكون من ١٢ عاملاً لوصف الأحداث التي تستخدم جميعًا كتعريف لمصطلح “الأهمية الإخبارية”. ويعتقدان أنها عوامل مهمة تساهم في تكوين القصة الخبرية.

وتتلخص نظرية جولتنج وروج في أنه كلما اقترب الحدث من تلك المعايير، كلما زاد احتمال انتشاره في الصحف، فضلاً عن طرحهما ثلاث فرضيات أساسية:

أولاً: الجمع: تفيد أن زيادة احتمال تحول الحدث إلى خبر تعتمد على زيادة التزامه بالمعايير الموضوعة.

ثانياً: التكامل: تنص على أن العوامل تميل إلى استبعاد بعضها البعض.

ثالثاً: الاستبعاد: تنص على استبعاد الأحداث التي لا تستوفي المعايير، أو التي تلتزم بعدد قليل جدًا منها، من دائرة الخبر.

ويرى خبراء في هذا المجال أن هناك مجموعة متنوعة من الضغوط الداخلية والخارجية تؤثر على القرارات التي يتخذها الصحفيون في بعض المؤسسات حول القصص الإخبارية التي يغطونها، وكيفية تفسيرها وتحليلها، وأحيانًا قد تقود تلك الضغوط إلى التحيز الملحوظ.

إلا أنّه وبصورة عامة، تعد القصص التي تثير اهتمام الجمهور المتلقي وتلبي رغبته في الحصول على المعلومة، هدفًا مهماً لوسائل الإعلام التي تسعى للحفاظ على اسهمها في سوق الاعلام الذي يتطور بشكل متسارع.

الأمر الذي ساهم أيضا في جعل وكالات الأنباء أكثر انفتاحًا على مشاركات الجمهور وملاحظاته، وأجبرها على اعتماد قواعد إخبارية تعمل أولاً على استقطاب المتلقي والحفاظ عليه.

إن التحول البارز الذي حصل خلال العقد الأخير على مستوى الإعلام العالمي، والذي يطلق عليه مصطلح “الصحافة الشعبية” أو “الصحافة العامة التشاركية”، أدى إلى ظهور مؤشرات لمعايير جديدة تعمل على إعادة تحديد معنى “القصة الخبرية” ودور غرفة صناعة القصص الخبرية، وربما الأخبار بشكل عام.

وعن دور الرأي العام في صناعة وتحديد أبعاد القصة الخبرية، يقول خبراء إن بعض تلك المؤسسات، تعتمد على ثلاثة مصادر رئيسة في رصد الاحداث الإنسانية، والتقارير الصادرة عن الجهات الحكومية المختصة، والمنظمات الداخلية والدولية، فضلاً عن الرصد المباشر للمراسلين أو عبر الوكالات.

وفي موضوع الهجرة العراقية إلى البلدان الاوربية، يجري الاعتماد بشكل كبير على تقارير صادرة عن دائرة الهجرة في وزارة الداخلية التركية، أما اوضاع المهاجرين فإنها تعتمد على مصادر شهود العيان، وتقارير المنظمات الدولية والمحلية، أما الحكومة فإنها عادة لا تقدم في هذا الصدد الكثير من المعلومات.

في بعض الحالات، تتناقض التقارير الدولية مع التقارير الحكومية، مثل تقارير “هيومن رايتس ووتش” عن السجون في الكثير من الأحيان كانت لا تتفق مع أرقام وزارة حقوق الإنسان، وهنا يجري نقل ونشر الخبرين، فيما تحاول المحطة الوصول إلى معلومات عبر مصادرها الخاصة، وهذا ما حصل في قصة الأوضاع الإنسانية بفعل العمليات العسكرية ضد تنظيم “داعش”، وأعداد النازحين والتغييرات الديموغرافية.

أما معايير ترتيب الاولويات في الاهتمام بالتطورات الانسانية، فإن المحطة أو الوكالة الإخبارية عادة ما تعتمد في ذلك على ما إذا كانت القضية قد تحولت إلى رأي عام.

مثلا تظاهرات العراقيين المطالبة بالكشف عن مصير ضحايا مجزرة “سبايكر” كانت في البداية تمثل أولوية صحفية لأنها شغلت الرأي العام، وحين تراجع زخم الاهتمام العراقي بالموضوع، تراجع حضورها وربما لم تعد تلقى خبرا واحدا في نشرة الأخبار.

يقول الدكتور حيدر الصافي، احد الصحفيين العاملين في الخدمة العالمية لقناة البي بي سي، إن “تعامل القنوات العالمية مع كافة القضايا الأنسانية يتعلق بصناعة المادة الخبرية وبالاخص في قناة البي بي سي، فعند حدوث أزمة انسانية او كارثة طبيعية يكون ضحاياها عدد من السكان المحليين يتم تناول الموضوع ابتداءً من زاوية خبرية من موقع الحدث وعدد الضحايا، ثم يتبع ذلك بتوجه العديد من الصحفيين او العاملين في هذه المحطات للقضايا الأنسانية وهي التي تحظى بوقت اطول في التغطية، ويتم تناول قصص انسانية تجسد حجم المأساة.

ويضيف، “مثال ذلك عند حدوث كارثة التسونامي، قامت العديد من القنوات بتغطية الحدث ولكن تم عمل تقرير مطول عن أختين فرقت بينهما أمواج التسونامي وفقدتا بعض افراد العائلة لكن منظمات انسانية وعمال اغاثة تمكنوا من جمع رباط أسرتهما مجدداً”.

وزاد الصافي بالقول، “عندما تنشر احدى المنظمات الحقوقية أو الإنسانية تقاريرها السنوية المتعلقة بحقوق الانسان فإن معظم المحطات أو وكالات الأنباء تقوم بتفصيل المادة الواردة في التقرير لكل المنظمة ويتم صياغتها بشكل خبري وبالأخص تحليل الإحصاءات ومن ثم يتم التواصل مع المنظمة لاحقاً لمعرفة امكانية الحصول معلومات إحصائية اذا كان ذلك ممكناً”.

ويوضح الصافي، أن “تلك التقارير تمثل المجسات الاولية للمؤسسات الإعلامية لمعرفة بعض الظواهر التي لم يتم تناولها اعلامياً لذا تحظى تقارير المنظمات المرموقة  كالعفو الدولية او الصليب الاحمر باهتمام واسع من قبل المؤسسات الصحفية الدولية”.

من جانبه، يعتقد عمار السواد، وهو كاتب ومعد برامج سياسية في قناة الحرة، أن “أفضل طريقة للتعامل مع الموضوعات الإنسانية من قبل وسائل الإعلام هو أن تكشفها بكل ابعادها، وأن تقدمها كما هي من دون رتوش أو إضافات وإدعاءات وتهويل، و عدم وضعها تحت مجهر السياسة، وهذه هي مهمة الاعلام”.

ويضيف السواد، “مشكلة الإعلام، أنه يهتم بالامور حين تكون خطيرة جدا ولا يمكن غض النظر عنها، أو حينما تصبح موضة، وليس الاهتمام بها ورصدها من بداية وجودها، وتحويلها لرأي عام”.

ويضرب السواد مثال صورة الطفل السوري ايلان، بالقول، “الصورة هزت الانسان العادي، وعلى اساس الشعور الانساني تحركت وسائل الاعلام، بينما كان المفترض أن تتحرك قبل ذلك، ولا تنتظر ان يهتز ضميرها، بل ان يكون واجبها كوسائل لايصال المعلومة، ان توصل الحقائق التي كانت مرعبة قبل ان يغرق إيلان”.

ويتابع، “محلياً، اظن بان المشكلة تصبح أسوأ، لأن المنظومة السياسية هي التي تتحكم بها (…) قضية إنسانية بحجم الهجرة غير الشرعية يجب أن تعالج باعتبارها كارثة، كارثة انسانية تحل بأوطان وبشر، بينما بعضها عالجها انطلاقا من نقطة أنها مؤامرة".

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

  • منظمة تمكين النساء في الاعلام

    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات

    كشفت نتائج استبيان أجرته منظمة تمكين النساء في الاعلام ان 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات مما يعرقل عملهن ويشكل تحديا كبيرا للمهنة.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية