الملتقى الدولي لـ"بيت الاعلام العراقي"
الصفحة الرئيسية > أفكار > الملتقى الدولي لـ"بيت الاعلام العراقي"...
مشرق عباس
اللحظة التي انطلق فيها "بيت الاعلام العراقي" بمثل هذه الأيام من عام 2014 كانت محملة بالأسئلة عن جدوى ما نفعل.. تداولنا الفكرة طويلاً، وناقشناها كزملاء مهنة معنيين بدعم الإعلام الذي يحمل اسم بلادنا، تلقينا نصائح وافكار، وبلورنا معاً رؤية يمكننا ان نزعم أنها اصيلة وغير مستنسخة من اي تجربة اعلامية اخرى.
شاركنا مستشار "بيت الاعلام العراقي" الزميل سرمد الطائي رؤيته ليكون هذا المنبر مساحة حرة نتداول بها كإعلاميين شؤون مهنتنا، واقترح ان يجمع "بيت الاعلام" خيرة الصحفيين العراقيين العاملين في أنحاء المعمورة، في مؤتمر سنوي يناقش تقارير بيت الإعلام ويحولها إلى آليات عمل، وطور مدير تحرير المؤسسة الزميل علي السراي مسارنا على طريق التركيز على فكرة "الإعلامي المستقل"، بديلاً عن فكرة "المؤسسة الإعلامية المستقلة"، ووضع معنا الزملاء حسين علي داود ومنتظر القيسي واحمد محمد وهالة محمد وسارة الراوي، معايير تقارير الرصد التي اطلقناها طوال العام 2015.
لم يتوان زملاء عبر الطيف الصحفي والثقافي العراقي عن دعمنا ومؤازرتنا وهناك قائمة طويلة منهم لاتكاد تستثني صحفياً عراقياً فاعلاً وعاملاً، كما لم يتوقف مسؤولون في منظمات معنية بالإعلام مثل الزميل رحمن غريب (مركز مترو) والزميل عدنان حسين (النقابة الوطنية للصحفيين) والزميل زياد العجيلي (مرصد الحريات الصحفية) والزميلين عماد الخفاجي وذكرى سرسم (برج بابل) والزميل مصطفى ناصر (جمعية الدفاع عن حرية الصحافة) عن مؤازرتنا ودعمنا وتقديم النصح لنا.
لم نفكر يوماً أن هذا المشروع يمكن أن يجد من يغامر بدعمه، لكننا فوجئنا بأن منظمة “اي ام اس” الدنيماركية سارعت إلى تبني مشروعنا، وكان لدور الزميل اسامة الهباهبة اثراً أساسياً في تكريس "بيت الإعلام"، مثلما مدت مؤسسات أخرى يد التعاون والشراكة معنا مثل مؤسسة "نيد" التي وجدنا فيها زملاء يتقدمهم الزميل عبد الرحمن الجبوري متفهمين لهموم الاعلام العراقي.
لم يكن العام الأول لـ”بيت الإعلام العراقي” سهلاً، فنحن أزاء مشروع كبير في أهدافه محدود في إمكاناته المالية، ومع هذا فقد تجاوزنا عامنا الأول وقد أعددنا أكثر من 14 تقريراً كبيراً وموثقاً، لرصد الظواهر الإعلامية في العراق، وعشرات من التحقيقات والمقابلات والمقالات التي تهتم بالعمل الصحفي نالت انتباه وسائل الإعلام العراقية والعربية والدولية، مثلما نالت الاهتمام من مراكز بحوث اقليمية ودولية كقاعدة بيانات نادرة عن واقع الاعلام العراقي واسلوب تعاطيه من الأزمات.
بدأنا بتقرير عن واقع الصحافة في الفضاء الالكتروني وانتهينا بتقرير كبير عن خطاب الكراهية في البرامج الحوارية، وبينهما نشرنا تقريراً من ثلاثة اجزاء عن اعلام تنظيم "داعش" اوجد للمرة الاولى ارضية لفهم اليات عمل هذا التنظيم ومساحة انتشاره مستثمراً الفضاء الالكتروني ومواقع التواصل وشبكات الاستضافة الدولية، كما نشرنا ايضاً سلسلة تقارير عن اسلوب تعاطي الاعلام العراقي مع قضايا مثل "بروانة" في ديالى، وتكريت، و"بزيبز" على حدود بغداد - الانبار، وافردنا لقضية الاتفاق النفطي بين بغداد واربيل واستثمار السياسيين ووسائل الاعلام في نشر خطاب الكراهية بديلاً عن التقارير الاقتصادية الموثقة مساحة تقريرين، مثلما بحثنا في قضية تسريبات موقع "ويكيلكس" الدولي وتعاطي الاعلام العراقي معها.
لانفترض اننا نفذنا ماكنا نتوقعه عندما شرعنا في التأسيس لـ"بيت الاعلام العراقي" لكننا بالتأكيد نفذنا الكثير، وفي نطاق امكانات محدودة وجهود تطوعية.
في عام 2016 لدينا ترسانة من المشاريع، لا نعرف إذا كنا سننجح في إخراجها إلى النور، يتقدمها مشروع ملتقى “بيت الإعلام” الذي نطمح أن يكون أول لقاء إعلامي دولي سنوي على أرض العراق، يناقش قضايا التعاطي مع العنف والارهاب وخطاب الكراهية في وسائل الإعلام ومضامين النزاهة والمهنية في التغطية الاعلامية.
ونحن إذ نتحدث عن هذا المشروع، فإننا نفتح الباب لكل المنظمات الدولية والمحلية للاسهام في دعمه، مثلما نمد اليد لشركائنا في المؤسسات العراقية المعنية بدعم الصحافة بتقديم رؤاهم وأفكارهم ومساهماتهم في ورش العمل التي سوف يتضمنها المؤتمر، ناهيك عن دعوتنا رجال الاعمال والشركات عبر العراق لفتح آفاق الشراكة في دعمه وبما يحقق أهداف كل الأطراف.
إن "بيت الإعلام العراقي" ينهي عامه الأول بنشر أكبر تقرير رصد إعلامي أعده، يشمل رصد خطاب الكراهية في البرامج الحوارية العراقية للنصف الاول من عام 2015، ليفتتح عام 2016 بسلسلة من ورش العمل والمؤتمرات التي ستناقش نتاج خطاب الكراهية في الإعلام العراقي واصرار السياسيين عن استخدام المنابر الاعلامية لبثه، والآليات القانونية والإعلامية التي يمكننا جميعاً فرضها لنوقف تداعيات هذا الخطاب، ولنمنع تحوله مستقبلاً إلى نمط إعلامي يضرب أصول المهنة وأخلاقياتها، قبل ان يضرب بنية المجتمع.