“بيت الإعلام العراقي” يكشف “المصائر المؤلمة” لصحفيين نازحين

الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > “بيت الإعلام العراقي” يكشف “المصائر...

 

سلام خالد 

أعرب عدد من الاعلاميين النازحين من المحافظات التي وقعت بيد تنظيم "داعش"، عن استيائهم من قيام بعض المؤسسات الاعلامية بتسريحهم من وظائفهم بسبب نزوحهم عن مناطقهم بعد سيطرة التنظيم على عدد من المناطق. 

وبحسب مؤشرات مرصد الحريات الصحفية، فان مدينة الموصل تعد الاخطر على الصحفيين، حيث شهدت المدينة منذ الغزو الامريكي للبلاد مقتل 48 صحفياً واعلامياً بمفردها.

عبد الخالق محمد، صحفي من الأنبار، يقول إن الحالة المعيشية لأغلب الصحفيين النازحين ليست بالمستوى المطلوب فهم يعانون حالهم كحال المواطنين النازحين، فضلا عن ان اغلب المؤسسات الإعلامية قد تخلت عن الصحفيين العاملين معها بعد نزوحهم عن الانبار فقد كانت بعض القـنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية لديها مراسلين ومندوبين في الانبار وقد تخلت عن خدماتهم بعد نزوحهم إلى مناطق اخرى خاصة في الإقليم. 

ويشير محمد الى أن نقابة الصحفيين قدمت منحاً مالية سنوية للصحفيين الذين لديهم هوية نقابة، وسوى ذلك لم ير الصحفيون اي مساعدة تذكر.

الصحفي صالح الياس من محافظة نينوى، يقول، “أمرّ بوضع سيء وحالة عدم استقرار مهني وعائلي بعد اضطراري الى مغادرة الموصل خشية استهدافي من قبل تنظيم داعش، ولولا انني اعمل لصالح مؤسسة اجنبية لكان حالي اسوأ بكثير مثل أغلب زملائي الذين اضطر بعضهم للعمل في مهن شاقة، كالبناء، من أجل تأمين لقمة العيش بعدما تخلت عنهم مؤسساتهم الإعلامية”.

وتابع، “استطيع ان اقول ان اكثر من 250 اعلاميا من محافظة نينوى يعيشون اوضاعا غاية في الصعوبة منذ اكثر من عام”.

ويؤكد الياس، أن نسبة كبيرة من الصحفيين عاطلون عن العمل واخرون اضطروا للسفر خارج البلد بحثا عن لجوء انساني، فيما يعيش اخرون في الموصل في ظل رعب مستمر بالرغم من أنهم توقفوا عن أي نشاط إعلامي، لأن سيوف داعش تلوح أمام اعينهم بعدما قتل عدد من الصحفيين، في حين أن مصير اخرين منهم مجهول منذ أشهر”.

ومضى الياس إلى القول، “لا احمل المؤسسات الاعلامية وحدها المسؤولية انما حكومة نينوى المحلية والحكومة العراقية والبرلمان اذ تخلوا جميعا عن الصحفيين وكان يفترض صرف اعانة مالية للعاطلين منهم عن العمل”.

ويتهم الياس نقابة الصحفيين العراقيين بتجاهل مأساة الصحفيين، ويضيف أن قضية الصحفيين لم تعد أمرا يهم النقابة.. في البداية كانت تكتفي ببيانات الادانة والشجب لما يتعرض له الصحفيون في نينوى، اما اليوم فنراها تسكت تماما، ولم تقدم اي مساعدة للصحفيين وكان عليها ان تعمل على توفير فرص عمل للصحفيين المهجرين في المؤسسات الاعلامية المحلية، لان الحصول على فرصة عمل في اية مؤسسة اعلامية ببغداد يعتمد أولاً على العلاقات وفي مرحلة لاحقة تأتي المهنية والخبرة.

مراسل قناة الرشيد في محافظة صلاح الدين، الإعلامي احمد قتيبة، يقول، إنه “عندما اتصلت بمؤسستي بعد النزوح إلى إقليم كردستان، لم يردوا على الاتصالات المتكررة، وبعدها وصلتني رسالة انني لم اعد احد كوادر القناة، لأنني في منطقة لا يحتاجون فيها إلى خدماتي”.

ويضيف قتيبة، “اتصلت بالمسؤولين في النقابة لشرح لهم ما حدث لي، أجابوني، أنه ليس بوسعهم فعل أي شيء، فكل مؤسسة الحق باتخاذ ما تراه مناسبا من قرارات”. 

الإعلامي بلال عيد، من محافظة الانبار، أكد أن العديد من الاعلاميين في محافظة الانبار تركوا عملهم بسبب النزوح إلى خارج المحافظة، فضلا عن أن بعض القنوات تطالبهم بتقارير “تتنافى مع مصلحة المحافظة” على حد تعبيره، متهما نقابة الصحفيين بالاهتمام من هم خارج الانبار.

ويوضح عيد وهو احد الاعلاميين المتواجدين في محافظة الانبار حاليا، ضمن المناطق الصامدة، أن المؤسسات الاعلامية قد كان لأكثرها مواقف سلبية تجاه الصحفيين والعاملين لديها ممن اضطروا للنزوح، وهذا يعود الى عدم وجود توجيهات صارمة من قبل نقابة الصحفيين تجاه هذه المؤسسات. 

على صعيد متصل، يقول أحمد الراشد، مدير فرع نقابة الصحفيين في الانبار، إن النقابة قامت بتخصيص نحو 30 مليون دينار تم توزيعها على صحفيي المحافظة كمنحة مالية وكانت بدفعتين، وتضمن توزيعها على عدد من عائلات شهداء الصحافة في الانبار ممن قتلوا في بداية الازمة.

ويوضح، الراشد أن النقابة، قدمت تسهيلات للصحفيين النازحين والاعلاميين من خلال عدم مطالبتهم بتأييد من مؤسساتهم الاعلامية فضلا عن عدم مطالبتهم بتسديد الاشتراك السنوي اضافة الى عدم حضور الصحفي الى النقابة لتجديد الهوية، اذ يقوم مسؤول الفرع بتمشية الأمور.

وكشف ان النقابة خاطبت عدداً من المؤسسات الإعلامية التي قامت بتسريح كوادرها من الإعلاميين النازحين، مطالبة اياها عبر كتاب رسمي من النقابة وجرى تعميمه على المؤسسات الصحفية، بالاهتمام بالصحفيين وعدم تسريحهم من وظائفهم نظراً للظروف الصعبة التي يمرون بها، مبينا أن عددا من المؤسسات لم تلتزم بتوجيهات النقابة. 

ومن جانب آخر، يوضح ياسر الحمداني وهو صحفي من مدينة الموصل، أنه بعد أحداث الموصل حزيران العام الماضي نزح عشرات الصحفيين إلى محافظات اقليم كردستان خوفا من بطش داعش ومن العمليات الانتقامية التي قد تطالهم من قبل التنظيم بعد ان كانوا ملاحقين من قبل تنظيم داعش ومن قبل الاجهزة الامنية الحكومية على حد سواء.

ويضيف الحمداني، أن أغلب الصحفيين تركوا المهنة وعملوا في مهن أخرى من اجل لقمة العيش، سوى أن القليل منهم عملوا مع بعض الوكالات والفضائيات في كردستان خصوصا في اربيل، لكن كثيرين لم يجدوا عملا في مجال الاعلام.

وعن نقابة الصحفيين العراقيين، يشير الحمداني الى أنها “تخلت تماماً عن كل الصحفيين ولم تقدم يد العون لهم بل ولم تسأل عن مصير من بقي منهم داخل مدينة الموصل، كما تخلت اغلب المؤسسات الاعلامية عن مراسليها إلا ما ندر حيث أنهت اغلب المؤسسات الاعلامية خدمات العاملين معها ممن كانوا يعملون لدى نتلك المؤسسات في الموصل. 

احمد الربيعي مسؤول ملف صحفيي الموصل في مرصد الحريات الصحفية يقول، إن المؤسسات الإعلامية تتحمل جزءاً كبيراً مما يعاني منه الصحفي الموصلي، حيث لا يمكن لمؤسسة الاستغناء والتخلي عن صحفي عامل معها ومحسوب على كواردها، في ظروف صعبة كما حدث لصحفيي الموصل ونينوى عموماً، فقد ابلغنا بعض الصحافيين أن مؤسساتهم التي يعملون معها لم تكلف نفسها بالاتصال بهم والاطمئنان عليهم.

ويؤكد الربيعي أن غياب قانون ضامن وحافظ لحقوق الصحافيين، جعل العديد منهم عرضة لمخاطر التصفية الجسدية، والملاحقة القانونية، والبطالة بشكل خاص، وهذا لعدم وجود عقود عمل تلزم بها المؤسسات عند تشغيل أي صحافي في تلك المؤسسة، والتي كان من الممكن أن يستفاد منها صحافيو الموصل على سبيل المثال، في مقاضاة المؤسسات التي تركتهم في هذه الظروف الصعبة.

وتابع الربيعي، ان مرصد الحريات الصحفية وعلى مدى شهور عديدة اهتم بملف الصحافيين الموصليين النازحين من المدينة، سواء في داخل العراق وخارجه، حيث تم توثيق قصص غالبية الصحافيين النازحين، واحتياجاتهم وظروف معيشتهم، والحيف الذي وقع عليهم، والمتعلق بإهمال السلطات في الحكومة المحلية والمركزية تجاه هذه الشريحة.

وتفيد أرقام غير رسمية، أن نحو 60 صحفيا نزحوا من مناطقهم، 15 منهم غادروا خارج العراق بعضهم يقيم في تركيا وهم في حالة مادية سيئة والقليل منهم وصلوا الى ارض المهجر في أوروبا ودول اخرى.

وأظهر مسح اجراه مرصد الحريات الصحفية، ان ما يقرب من 40 صحفياً وإعلامياً قاموا بهجرة جماعية من المدينة، بعد سلسلة الاغتيالات التي شهدتها المحافظة، حيث غادر 12 صحفياً  البلاد متوجهين إلى تركيا، فيما غادر 6 أخرون إلى إقليم كردستان، بينما توجه ما يقارب من 20 صحفاً للأقضية والنواحي والقرى الواقعة تحت سيطرة إقليم كردستان، والتي تعدُ اكثر استقراراً.

وتكشف الظروف التي يعيشها الصحفيون العراقيون الذين نزحوا من مناطق الاضطراب إهمالاً واضحاً من المؤسسات الحكومية العراقية، والتشكيلات النقابية المحلية، والمنظمات الدولية، حيث بدا واضحاً انحسار دورهم المطلوب أمام فئة من الصحفيين يعانون تحت وطأة ظروف قاهرة.

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

  • منظمة تمكين النساء في الاعلام

    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات

    كشفت نتائج استبيان أجرته منظمة تمكين النساء في الاعلام ان 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات مما يعرقل عملهن ويشكل تحديا كبيرا للمهنة.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية