"فيس بوك" نقطة تحول الاحتجاجات في العراق

الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > "فيس بوك" نقطة تحول الاحتجاجات...

 

بغداد – عراك غانم

  مع تواصل المظاهرات منذ  نهاية اب المنصرم في بغداد والمحافظات، فقد اوجدت مواقع التواصل الاجتماعي مجالا عاما يختصر الزمان والمكان ليحدث تغييرا دراماتيكيا في رسم حركة الاحتجاج، وتحديد شكلها وطريقة التعبير عنها ورؤيتنا لها.

 يرى محمد فلحي رئيس قسم الصحافة في جامعة بغداد، ان الكثير من المطالب والدعوات للمظاهرات اوجدت صداها بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، معتقدا أن “فيس بوك” كان المحرك الأساسي للتظاهرات في العراق، وأغلب الناشطين اتخذوا من الموقع ساحة لرفع شعاراتهم قبل النزول إلى الشارع.

 اما الناشطة المدنية بان فرات الجواهري فتجد ان دور مواقع التواصل الاجتماعي هو الاكثر فاعلية وتأثيرا بل هو الشرارة التي انطلقت منها فكرة المظاهرات.

وتقول، “لولا المقالات الانتقادية والرسومات والمواضيع المنشورة التي ولدت عند الجمهور فكرة التعبير، والمطالبة بحقوقهم وعدم السكوت عن الفساد”.

 واضافت، ان الاعلان عن المظاهرة الاولى والتنسيق لها تم في الفيس بوك، كما أن منظمي المظاهرات الاوائل هم من ناشطي الموقع، ما يؤكد دوره الريادي”.

 وتقول الكاتبة والناشطة المدنية اشواق النعيمي ان اهم ثمار الشبكة التواصلية كنافذة مجتمعية هو الانفتاح على تفصيلات العملية السياسية بشكل عام وكشف الظواهر السلبية في اداء السلطة التنفيذية.

ويرى الناشط المدني المهندس احمد قاسم الانصاري أن مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا فيس بوك اداة ممتازة لحشد لاجمهور لاي مظاهرة، لما يتميز به من قدرة على ابقاء المنشورات على مدار الساعة ولاي موضوع تريد ايصاله، فيشاهد من قبل اغلب المستخدمين وبكلفة مادية بسيطة.

ويرى رئيس قسم الصحافة في جامعة واسط خلف كريم التميمي ان مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورًا رياديًا في هذه التحركات الشعبية، وإن أبطالها هم أناس عاديون من جيل الشباب، المحرومون من أبسط الحقوق المدنية في الحرية والعمل وإبداء الرأي والتجمهر والتظاهر.

وزاد بالقول، “هذا الجيل من الشباب اختار أن يقف بوجه السلطة ويطالبها بحقوقه المشروعة، فتحول إلى صحفيين ومراسلين وكتاب في لحظة من الزمن”.

ويضيف التميمي، أن غالبية هؤلاء الشباب استخدموا هذه الشبكات كوسيلة تفاعلية بينهم، لنشر وتبادل الأخبار والمعلومات المهمة، فضلاً عن تحديد مواعيد وأماكن التجمع للاجتجاج، كما أوصلوا أنباء تلك التحركات الجماهيرية إلى كافة أنحاء العالم.

 الافتراضي ليس بديلا عن الواقع

 ويقول الانصاري إن الصور التي نلتقطها في المظاهرة ستولد دافعاً عند كثير من الناس الذين لا يتأثرون ولا يشاهدون الاخبار المتلفزة وانما يتواصلون مع العالم عن طريق مواقع التواصل، كما ان الصورة المعبرة على هذه المواقع تولد الثقة والمصداقية والاطمئنان لمرتادي الفيس بوك، فضلاً عن إثارة المشاعر والتأييد الحقيقي.

 ويقول الناشط رافد عدي ان فرص نجاح مواقع التواصل الاجتماعي في دعم المظاهرات لها الدافع الاكبر في تأجيج الشارع العراقي ضد الفساد، وتحول هذا المطلب الافتراضي إلى الواقعية، وما الجمهور الذي يحتشد الا تأكيد لقوة مواقع التواصل التي سهلت بناء المظاهرات، وتلبية الدعوات للوقوف بوجه الفساد.

انهيار سلطة الاعلام الحكومي

ويشير سالم جاسم العزاوي الاكاديمي في جامعة بغداد ان مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير على نوع التغطية التي تقوم بها وسائل الإعلام العامة لموضوعة مهمة مثل التظاهرات.

 ويضيف أن هذه المواقع غير خاضعة لسلطة الحكومة والأحزاب والجهات الخاصة التي تملك وسائل الإعلام العام، ولهذا السبب صارت هذه المواقع أحد أهم الوسائل التي يلجأ اليها المواطنين لمعرفة الاخبار ما جعل وسائل الاعلام مثل التلفزيون والجرائد ليست المصدر الوحيد للخبر.

ويقول العزاوي، إن التغيرات في البيئة الاعلامية البديلة والجديدة صارت يحسب لها حساب عند تغطية التظاهرات، واهم ما في ذلك انها "لا تخالف في تغطيتها إلى حد كبير ما يحدث في الواقع، خوفا من ان تفضحها تغطيات مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي تفقد مصداقيتها لدى الجمهور".

وفي اطار البيئة الاعلامية، يضيف العزاوي ان مواقع التواصل لها ميزة المصداقية، فمن ينشر فيها بخصوص التظاهرات على الأغلب أشخاص مشاركين في التظاهرات ويلتقطون الصور والفيديوهات من ساحات التظاهر مما انعكس بها مصداقية الكبيرة التي تحظى بها، حتى ان الكثير من المحطات التلفزيونية والإذاعية تستشهد بصور ومقاطع فديو عند تغطية التظاهرات نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أكد محمد فلحي أن مواقع التواصل الاجتماعي أوجدت ما يسمى “الاعلام البديل” أو “اعلام المواطن” بدل اعلام السلطة او الحكومة، وبسبب مزايا هذا الإعلام الشبكي التفاعلي غير الرسمي فإن التوعية والتحشيد وتحريك الرأي العام والشارع أصبح أكثر فاعلية وسهولة.

 الثقافة الاتصالية

في المقابل، تقول نهى الدرويش أستاذة علم النفس في جامعة بغداد، إن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على بلورة فكرة الثقافة الاتصالية للتظاهر وبسرعة قياسية، واسهمت في بلورة مطالب المتظاهرين بعد فسحة من حرية الرأي والتعرف على افكار ومطالب الجميع، كما وعملت على ايصال رأي الجمهور الصريح للمسؤول وبكل جرأة ودون قلق او خوف.

وبحسب الدرويش، فإن الثقافة الاتصالية أسهمت في تنشيط مشاعر الجمهور وافكارهم تجاه الاوضاع السيئة وشعورهم بالاستقواء الجماعي، وكشف وفضح ملفات الفساد، فيما عمل الإعلام الاجتماعي على توسيع وعي الجمهور بأساليب الخطاب التحريضي الطائفي والصور والوثائق المزيفة، وتنضيج شعارات التظاهرات وارساء قواعد الالتزام بسلمية التظاهرات ووطنيتها ومدنيتها.

وتشير الدرويش إلى ان التظاهرة الاولى لم يتم تغطيتها اعلاميا بشكل واسع فقام المتظاهرون بتغطيتها بالصور ومقاطع الفيديو، وهو ما ساهم لاحقاً في تطور اليات الضغط برفع سقف المطالب وتناولها الكليات بدل الجزئيات وتحديد اسماء الفاسدين والمطالبة بإقالتهم.

وتقول النعيمي ان وسائل التواصل قد تحولت إلى وسيلة اعلانية تبليغيه اسهمت في رفد المظاهرات بالمشاركين ومن مختلف الاعمار والشرائح وبث روح الاندفاع والحماس والشعور الوطني وايجاد الفضاء التفاعلي الآني للحدث، كما ادت إلى تحشيد الوعي الثوري وايقاظ الضمير الوطني المناهض للفساد الذي يقوض فرص النهوض والبناء والعمران.

 يأتي ذلك، في ظل تزايد عدد مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي، اذ ذكرت الشبكة العراقية للمعلوماتية في احدى الدراسات الصادرة عن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي، ان نسبة الاستخدام اليومي للعراقيين للفيس بوك والواتساب بلغ 99%، وهي في تزايد مستمر، كما ان مواقع التواصل الاخرى في تزايد ايضا، مما يجعل هذا المواقع هي سبب الحراك المجتمعي القادم بشكل اكبر واوسع مما نشهده اليوم.

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

  • منظمة تمكين النساء في الاعلام

    في اليوم العالمي لحرية الصحافة: 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات

    كشفت نتائج استبيان أجرته منظمة تمكين النساء في الاعلام ان 91 % من الصحفيات العراقيات يواجهن صعوبة في الحصول على المعلومات مما يعرقل عملهن ويشكل تحديا كبيرا للمهنة.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية