عن يوم الصحافة العالمي وولي الدم والقاتل المجهول !
الصفحة الرئيسية > أفكار > عن يوم الصحافة العالمي وولي...
لم يفق المشهد الصحفي بعد من الحادثة التي خطفت منا الزميل الشاب عمار الشاهبندر في الثاني من أيار اثر انفجار سيارة مفخخة الكرادة راح ضحيتها 11 عراقي وعراقية وجرح ما يقرب 30 شخصا حتى فجع بخبر اغتيال رعد الجبوري في منزله في القادسية قبل خروجه إلى العمل صباح الخامس من أيار !
بين الفقدانين وقف اليوم العالمي للصحافة 3 أيار يترنح بأثقاله التي ترتفع عاما بعد آخر في العراق من الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم أثناء العمل في بيئة هي الأخطر على الإطلاق منذ عام 2003 حتى يومنا بسبب تغطيتهم لأحداث وعمليات عسكرية في بيئة تفتقر إلى ابسط متطلبات الحماية والتدريب لتجنب الأخطار.فضلا عن العمليات التي تستهدف حياة الصحفي بسبب رأيه .
وإذا كان اليوم العالمي للصحافة الذي يحتفل به العالم سنويا لمراجعة واقع الحريات والانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون ودعم وتنمية المبادرات لصالح حرية الصحافة، فان الاحتفال بالمناسبة في العراق يكون عبر تقارير تسرد تضخم عدد الذين فقدوا حياتهم وتحولوا إلى أرقام في الأخبار و في التقارير الدولية شان العراقيون جميعا.
وإذا كانت التقارير تشير إلى فقدان أكثر من 300 أعلامي عراقي منذ 2003 بسبب مسلسل العنف المتواصل حتى احتلال داعش لمساحات من العراق وقتله واختطافه للصحفيين والعاملين في الإعلام في الموصل وتكريت فان التقارير والأخبار تخلو تماما من القبض على القتلة والجهات المحرضة كما لا يبدو إن السلطات معنية بالأمر إطلاقا .
منذ عام 2003 لم يرد ما يشير إلى مسؤولية جهة أو شخصيات عن عمليات الاغتيال والترويع التي طالت صحفيين بسبب آراءهم كما لم تتخذ إجراءات بحق المحرضين على العنف ضد إعلاميين جاهروا بأفكارهم برغم من إن المحرضين استعملوا المجال العام !
أولياء الدم
من بين الشخصيات الثقافية والإعلامية التي فقدها العراق وأثار اغتيالها ضجة في وسائل الإعلام كانت أطوار بهجت في سامراء 2006 التي لا يعرف حتى اليوم عدد العصابات التي قيل إنها متورطة في قتلها إذ أعلن عن المسئولين وإعدامهم أكثر من مرة ! مرورا بنقيب الصحفيين شهاب التميمي أثناء خروجه من غاليري حوار في بغداد شباط 2008 و اغتيال ا لمثقف الكبير وكيل وزارة الثقافة كامل شياع حيث اعترضه مسلحون على طريق محمد القاسم السريع في بغداد بكاتم صوت عام 2008 و الإعلامي والناشط المدني هادي المهدي الذي اغتيل بكاتم صوت في منزله في ا لكرادة 2011 . في كل تلك القصص لم تعلن الشرطة توصلها إلى القتلة أو ما يشير إلى تواصل عملية البحث. المجهول هو القاتل الأول في بلدي ولمواصلة التحريات لابد من ولي دم بمواصفات معينة لمواصلة التحقيق شريطة ان يكون القاتل بمواصفات قومية والقتيل بمواصفات قومية مغايرة !
إذ إن المرة الوحيدة التي ظهرت فيها الحكومة العراقية مهتمة بمقتل صحفي عراقي كانت في آذار 2014 عبر رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي حضر إلى المكان الذي قتل فيه الإعلامي الدكتور محمد بديوي ألشمري على يد ملازم في فوج الحماية الرئاسي إذ أعلن نفسه وليا للدم مضيفا إن الدم بالدم !
في حوادث الاغتيال السابقة واللاحقة وعمليات التحريض لم تكن الحكومة معنية بالضحية أو الجلاد بل إنها ليست معنية بكل أنواع الانتهاكات التي تطال الإعلاميين على يد أجهزتها أو على يد الأحزاب والشخصيات المتنفذة في الدولة العراقية وان مقدار اهتمامها يتعلق بالرد على التقارير المحلية والدولية التي تتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان بشكل عام والبيئة المعادية لعمل الإعلام في العراق وانتهاكات الأطراف المتنفذة في العراق بعد 2003 فضلا عن عدم وجود بيئة قانونية تحمي الإعلامي من الملاحقة القانونية وتيسر له الحصول الى المعلومة ونشرها وتحمي حقوقه المعنوية والمهنية .
يمر اليوم العالمي للصحافة في أسبوع شهد فقدان شخصيتين إعلاميتين قاتلهما معروف حضر تشيعهما ومجلس عزاءهما لكن القضية سجلت ضد مجهول !